فصل: قال عبد الفتاح القاضي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



ومن ذلك قراءة مجاهد وحميد: {ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ}، بضم الياء، وسكون الباء، وكسر الشين.
قال أبو الفتح: وجه هذه القراءة أقوى في القياس، وذلك أنه يقال: بشر زيد بكذا، ثم نقل بهمزة النقل، فقيل: أبشره الله بكذا، فهذا كمر زيد بفلان، وأمره الله به. ورغب فيه، وأرغب الله فيه.
نعم، وأفعلت ههنا كفعلت فيه، وهو أبشرته وبشرتهه، وكلاهما منقول للتعدي: أحدهما بهمزة أفعل، والآخر بتضعيف العين. فهذا كفرح وأفرحته وفرحته، وهو بشر وأبشرته وبشرته. وأما بشرته- بالتخفيف- فعلى معاقبة فعل لأفعل في معنى واحد، نحو جد في الأمر وأجد، وصد عن كذا وأصد.
قال أبو عمرو: وإنما قرأت هذا الحرف وحده {يبشر} لأنه ليس معه (به)، وهذا صحيح حسن.
ومن ذلك قراءة قتادة: {فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ}، بكسر اللام.
قال أبو الفتح: هذه القراءة على ظللت أظل، كفررت أفر. والمشهور فيها فعلت أفعل: ظللت أظل.
وأما ظللت أظل فلم يمرر بنا، لكن قد مر نحو ضللت أضل، وضللت أضل. ولم يقرأ قتادة- إن شاء الله- إلا بما رواه، وأقل ما في ذلك أن يكون سمعه لغة. اهـ.

.قال الدمياطي:

سورة الشورى مكية إلا أربع آيات من {قل لا أسئلكم} إلى أربع فبالمدينة وآيها تسع وأربعون بصري بخلف وخمسون حجازي ودمشقي وآية حمصي وثلاث كوفي خلافها أربع {حم} و{عسق} {كالأعلام} كوفي وحمصي في اتفاق وقال أيوب أبدل بعض البصريين عن كثير الأول ب {كالأعلام} مشبه الفاصلة ستة {أن أقيموا الدين} {كبر على المشركين} {من كتاب} {طرف خفي عليهم} {حفيظا} {عقيما}.
القراءات:
تسبق حكم إمالة {حم} وسكت أبي جعفر على الحروف الخمسة وتقدم التنبيه على إخفاء نون عين عند السين آخر الإدغام الصغير ولم أر من نبه عليه فلينظر وفي عين من {عسق} المد المشبع لأجل الساكن والتوسط لفتح ما قبل الياء مع رعاية الساكن وهما في الشاطبية والقصر إجراء لها مجرى الحروف الصحيحة والثلاثة في الطيبة.
واختلف في {يوحى إليك} (الآية 3) فابن كثير بفتح الحاء مبنيا للمفعول والنائب إما {إليك} وإما ضمير يعود إلى {ذلك} لأنه مبتدأ أي مثل ذلك الإيحاء يوحي هو إليك كذا في الدر وجعله ضمير المصدر المقدر ضعيف واسم الله تعالى فاعل بمقدر مفسر كأنه قيل من يوحي قيل يوحي الله وتالياه صفتاه وافقه ابن محيصن والباقون بكسر الحاء مبنيا للفاعل وهو الله تعالى و{إليك} في محل النصب أي مثل ما أوحى إلى الأنبياء المتقدمين صلوات الله على نبينا وعليهم وقيل في هذه السورة أوحيت إلى كل نبي قبله وقرأ {يكاد} بالياء على التذكير نافع والكسائي والباقون بتاء التأنيث.
واختلف في {يتفطرن} الآية 5 فأبو عمرو وشعبة ويعقوب بنون ساكنة بعد الياء وكسر الطاء مخففة مضارع انفطر انشق وافقهم اليزيدي والشنبوذي والباقون بتاء فوقية مفتوحة مكان النون وفتح الطاء مشددة مضارع تفطر تشقق وقرأ قرأنا بالنقل ابن كثير ومد لا ريب متوسطا حمزة بخلفه وقرأ به إبراهيم بالألف ابن عامر بخلف عن ابن ذكوان وقرأ {نؤته منها} بإسكان الهاء أبو عمرو وهشام من طريق الداجوني وأبو بكر وحمزة وابن وردان من طريق النهرواني عن ابن شبيب وابن جماز من طريق الهاشمي وقرأ قالون وهشام من طريق الحلواني بخلفه وابن ذكوان من أكثر طرق الصوري ويعقوب وابن وردان من باقي طرقه وابن جماز من طريق الدوري باختلاس كسرة الهاء والباقون بالإشباع وبه قرأ هشام من طريق الحلواني فتلخص لهشام ثلاثة الإسكان والقصر والصلة ولأبي جعفر وجهان القصر والإسكان ولقالون ويعقوب الاختلاس فقط ولأبي عمرو وأبي بكر وحمزة الإسكان فقط وللباقين الصلة فقط ويوقف لحمزة وهشام بخلفه على {أم لهم شركؤا} باثني عشر وجها مرت في النظير مما رسم بواو كـ:{أنبؤا} أول الأنعام.
وأمال {ترى الظالمين} وصلا السوسي بخلفه وقرأ {يبشر} بفتح الياء وسكون الموحدة وضم الشين مخففة من بشر الثلاثي ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي والباقون بالتشديد للتكثير لا للتعدية ومر بآل عمران ويوقف للكل على {ويمح الله} بحذف الواو للرسم وما ذكره في الأصل هنا من القطع ليعقوب بالوقف بالواو فهو مما انفرد به الداني ولم يتابع عليه فلا يقرأ به وكذا ما ذكره من إثبات الواو لقنبل في أحد وجهيه لا يقرأ به ولا يعول عليه إذ هو مما انفرد به فارس عن ابن شنبوذ عن قنبل فخالف سائر الناس كما في النشر ولذا أسقط جميع ذلك من الطيبة على عادته ومثل يمح ويدع الإنسان ويدع الداع بالقمر وسندع بالعلق فالوقف في الكل للكل على الرسم كما مر في باب.
واختلف في {ما يفعلون} الآية 25 فحفص وحمزة والكسائي وخلف ورويس بخلف عنه بالتاء من فوق وافقهم الحسن والأعمش والباقون بالياء من تحت وبه قرأ رويس من غير طريق أبي الطيب وقرأ {ينزل الغيث} بالتخفيف ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف وعن الأعمش {قنطوا} بكسر النون لغة وضم الهاء من فيهما يعقوب.
واختلف في {فيما كسبت} الآية 30 فنافع وابن عامر وأبو جعفر {بما} بغير فاء على جعل {ما} في {ما أصابكم} موصولة مبتدأ و{بما كسبت} خبره وعلى جعلها شرطية تكون الفاء محذوفة نحو قوله تعالى: {وإن أطعتموهم إنكم} والباقون بالفاء فما شرطية وهو الأظهر أي فهي {بما كسبت} أو موصولة والفاء تدخل في حيز الموصول إذا أجري مجرى الشرط.
وأثبت الياء في الجوار وصلا نافع وأبو عمرو وابو جعفر وفي الحالين ابن كثير ويعقوب وأمالها الدوري عن الكسائي وكذا {الجوار} بالرحمن والتكوير.
وقرأ {الريح} الآية 23 بالجمع نافع وأبو جعفر واختلف في {ويعلم الذين} الآية 35 فنافع وابن عامر وأبو جعفر برفع الميم على القطع والاستئناف بجملة فعلية والباقون بنصبها قال أبو عبيد والزجاج على الصرف أي صرف العطف على اللفظ إلى العطف على المعنى وذلك أنه لما لم يحسن عطف ويعلم مجزوما على ما قبله إذ يكون المعنى إن يشاء يعلم عدل إلى العطف على مصدر الفعل الذي قبله بإضمار أن ليكون في تأويل مصدر والكوفيون يجعلون الواو نفسها ناصبة وجعله القاضي تبعا للزمخشري عطفا على علة مقدرة مثل لينتقم ويعلم.
واختلف في {كبير الإثم} الآية 37 هنا وفي النجم الآية 32 فحمزة والكسائي وخلف {كبير} بكسر الباء بلا ألف ولا همز بوزن قدير على التوحيد في الموضعين على إرادة الجنس وافقهم الأعمش والباقون بفتح الباء وألف بعدها ثم همزة مكسورة فيهما جمع كبيرة.
ويوقف لحمزة وهشام بخلفه على {وجزاء سيئة} باثني عشر وجها بينت أول الأنعام وغيرها في النظير وسهل الثانية كالياء من {يشاء إناثا} وأبدلها واوا مكسورة نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس ونظيره يشاء إنه الآتي قريبا.
ويوقف لحمزة وهشام بخلفه على {من وراء} بتسعة أوجه مبينة في النظير من تلقاىء بيونس.
واختلف في {أو يرسل فيوحي} الآية 51 فنافع وابن ذكوان بخلف عنه من طريقيه برفع اللام من {يرسل} وسكون الياء من {فيوحي} خبر أي هو يرسل أو مستأنف أو حال عطفا على متعلق {من وراء} و{وحيا} مصدر في موضع الحال عطف عليه ذلك المتعلق والتقدير إلا موحيا أو مسمعا من وراء حجاب أو مرسلا فيوحي رفع تقديرا بالعطف عليه والباقون بنصبهما بأن مضمرة وهي ومدخولها عطف على {وحيا} وهو حال أي إلا موحيا أو مرسلا و{فيوحي} عطف عليه.
وقرأ {صراط} بالسين قنبل بخلفه ورويس وبالإشمام خلف عن حمزة.
المرسوم: كتب فيما رواه نافع {كبير الإثم} بحذف الألف وكذا {يسكن الريح} وفي مصاحف المدينة والشام {بما كسبت} بلا فاء وفي غيرها بها واتفقوا على رسم {من وراي} بالياء بعد الألف {ويمح الله} بحذف الواو وعلى رسم {وجزوا سيئة} و{أم لهم شركؤا} بواو بعد الزاي والكاف وألف بعدها فيها زائدة {الجوار} الآية 32. اهـ.

.قال عبد الفتاح القاضي:

سورة الشورى:
{حم عسق} سكت أبو جعفر على حروف الهجاء الخمسة من غير تنفس وظاهر أنه يلزم من السكت على نون عين إظهارها وعدم إخفائها في السين. ويلزم من السكت على نون سين إظهارها أيضا وعدم إخفائها في القاف، ولكل من القرأء العشرة المد المشبع في عين والتوسط قال صاحب (حل المشكلات) ولا يجوز الوقف على حم هنا اختيارا لأنه نص في النشر على أن حروف الفواتح يوقف على آخرها لأنها كالكلمة الواحدة إلا أنه رسم {حم} مفصولا عن {عسق} انتهى من النشر ولم ينص على جواز الوقف على {حم} وحدها فمن وقف عليها من ضرورة أعاد، انتهى.
{يوحي إليك} قرأ المكي بفتح الحاء وبعدها ألف رسمت ياء والباقون بكسر الخاء وبعدها ياء.
{تكاد} قرأ نافع والكسائي بالياء التحتية وغيرهما بالتاء الفوقية.
{يتفطرن} قرأ شعبة والبصريان بنون ساكنة بعد الياء وكسر الطاء المهملة مخففة والباقون بتاء فوقية مفتوحة في مكان النون مع تشديد الطاء وفتحها.
{وهو} {ويستغفرون} {عليهم} معا. {قرأنا}. {لتنذر}. {وتنذر}. {فيه}. {وهو} معا. {وإليه}. {فاطر}. {يذرؤكم}. {ويقدر}. لا يخفى.
{عليم} آخر الربع.
الممال:
{أنثى} و{للحسنى} و{الموتى} بالإمالة للأصحاب والتقليل للبصري وورش بخلف عنه.
{القرى} بالإمالة للأصحاب والبصري والتقليل لورش.
{ونآى} بإمالة الهمزة والنون للكسائي وخلف عن حمزة وخلف في اختياره وبإمالة الهمزة وحدها لخلاد وبتقليل الهمزة وحدها لورش بخلف عنه.
وقد عرفت أن له أربعة أوجه: قصر البدل مع فتح ذات الباء والتوسط مع التقليل والمد معهما والباقون بفتحهما ومنهم السوسي فذكر الشاطبي الخلاف له في إمالة الهمزة خروج عن طريقه فلا يقرأ به.
{حم} بإمالة حا لابن ذكوان وشعبة والأخوين وخلف وبتقليلها لورش والبصري شاء لابن ذكوان وخلف وحمزة.
المدغم الكبير:
{من بعد ضراء} {يتبين لهم}، {إن الله هو}، {فالله هو}، {جعل لكم}، {البصير له}.
{إبراهيم} قرأ هشام بفتح الهاء وألف بعدها وغيره بكسرها وياء بعدها.
{ولا تتفرقوا} {وما تفرقوا}، أجمعوا على قراءة الأول بتاءين مفتوحتين مخففتين وعلى قراءة الثاني بتاء واحدة مخففة.
{إليه} {منه}، {وعليهم}، {وهو}، {الكافرون}، جلي.
{نؤته} قرأ أبو عمرو وشعبة وحمزة وأبو جعفر بإسكان الهاء، وقالون ويعقوب بكسر الهاء من غير صلة وهشام بكسرها مع الصلة وتركها والباقون بالكسر مع الصلة.
{شركاؤا} رسمت الهمزة بواو فلحمزة وهشام عند الوقف عليه اثنا عشر وجها تقدمت في {جزاؤا} بالمائدة و{أنباؤا} بالأنعام.
{يبشر} قرأ ابن كثير وأبو عمرو والأخوان بفتح الباء وضم الشين مخففة والباقون بضم الياء وفتح الباء وكسر الشين مشددة.
{فإن يشاء الله} لو وقف على {يشأ} فلا يبدل همزه السوسي بل يبدله أبو جعفر وحمزة.
{ويمحو}: وقف الجميع عليه بحذف الواو تبعا للرسم.
{تفعلون} قرأ حفص والأخوان وخلف بتاء الخطاب والباقون بياء الغيبة.
{شديد} آخر الربع.
الممال:
{وصى} و{مسمى} لدى الوقف عليه بالإمالة للأصحاب والتقليل لورش بخلف عنه.
{موسى} و{عيسى} و{الدنيا} بالإمالة للأصحاب والتقليل للبصري وورش بخلف عنه.
{ترى} لدى الوقف عليه و{القرى} و{افترى} بالإمالة للأصحاب والبصري والتقليل لورش فإن وصل {ترى} بالظالمين فبالإمالة للسوسي بخلف عنه.
{جاءهم} لحمزة وخلف وابن ذكوان.
المدغم الكبير:
{الكتاب بالحق}، {الفصل لقضي}، {وهو واقع}، {ويعلم ما}.
{ينزل بقدر} خفف ينزل المكي والبصريان وشدده غيرهم.
{يشاء إنه} {يشاء إناثا} {خبير بصير}، {فيهما}، {إن يشأ}، {فيظللن} {خير}، {يغفرون}، {الصلاة}، {ينتصرون}، {وأصلح}، {عليهم}، {خسروا} و{أهليهم}، {أيديهم}، كله جلي.
{ينزل الغيث} خفف ينزل المكي والبصريان والأخوان وخلف وشدده غيرهم:
{فيما} قرأ المدنيان والشامي بغير فاء قبل الباء والباقون بالفاء.
{الجوار} أثبت الياء وصلا نافع وأبو عمرو وأبو جعفر وفي الحالين ابن كثير ويعقوب وحذفها الباقون مطلقا.
{الريح} قرأ المدنيان بالجمع وغيرهما بالإفراد.
{ويعلم} قرأ المدنيان والشامي برفع الميم والباقون بنصبها.
{كبائر الإثم} قرأ الأخوان وخلف بكسر الباء الموحدة وبعدها ياء ساكنة من غير همز بعدها على التوحيد والباقون بفتح الباء وبعدها ألف وبعد الألف همزة مكسورة على الجمع ولا يخفى ترقيق رائه لورش.
{وجزاؤا} مثل {أم لهم شركاؤا} لهشام وحمزة وقفا.
{قدير} آخر الربع.
الممال:
{الجوار} لدوري الكسائي ولا تقليل فيه لورش.
و{صبار} بالإمالة للبصري والدوري والتقليل لورش.
{الدنيا} بالإمالة للأصحاب والتقليل للبصري وورش بخلف عنه.
{شورى} و{ترى الظالمين} لدى الوقف على {ترى} و{تراهم} بالإمالة للأصحاب والبصري والتقليل لورش وعند وصل {ترى الظالمين} فبالإمالة للسوسي عنه.